زئ الاعتكاف أقل من ليلة، أو أي وقت قليل في الليل أو النهار بداية المجتهد لابن رشد جـ صـ ، المجموع للنووي جـ صـ ،
وقت بداية الاعتكاف ونهايته في العشر الأواخر من رمضان
يبدأ الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان قبل غروب شمس يوم العشرين من
رمضان أي ليلة الحادي والعشرين ، وينتهي الاعتكاف بغروب شمس آخر يوم من
رمضان المجموع للنووي جـ صـ المغنى جـ صـ
حكْمُ الصوم مع الاعتكاف
يجوز الاعتكاف بغير صوم وذلك لما رواه الشيخان عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله
عنه أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ قَالَ «كُنْتُ نَذَرْتُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ،
قَالَ
فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ» البخاري ح ، ومسلم ح
فلو كان الصوم شرطا لما صح اعتكاف الليل، لأنه لا صيام فيه، ولأن الاعتكاف
عبادة تصح في الليل، فلم يشترط له الصيام، كالصلاة ولأن إيجاب الصوم مع
الاعتكاف حكم لا يثبت إلا بالشرع، ولم يصح فيه نص ولا إجماع المجموع
للنووي جـ صـ ، المغنى جـ صـ ، فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ صـ ،
الشرح الممتع جـ صـ
اعتكاف النساء
يجوز اعتكاف النساء بشرط أن تحصل المرأة على إذن زوجها أو ولى أمرها وألا
يترتب على اعتكافها فتنة سواء لها أو للرجال فإذا ترتبت فتنة، حَرُمَ
اعتكافها المجموع جـ صـ شرح السنة للبغوي جـ صـ المغني جـ صـ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرَ
أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ فَاسْتَأْذَنَتْهُ
عَائِشَةُ فَأَذِنَ لَهَا» البخاري حديث
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ «أَنَّ
النَّبِيَّ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى
تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ» البخاري
حديث مسلم حديث
اعتكاف المرأة المستحاضة
المرأة المستحاضة هي التي ينزل عليها الدم باستمرار لمدة طويلة من الوقت أكثر من عادتها
يجوز للمرأة المستحاضة أن تعتكف في المسجد بشرط أن تتحفظ من نزول الدم،
صيانة لبيت الله تعالى المغنى جـ صـ ، نيل الأوطار للشوكاني جـ صـ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «قَالَتْ اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ مُسْتَحَاضَةٌ فَكَانَتْ تَرَى
الْحُمْرَةَ وَالصُّفْرَةَ فَرُبَّمَا وَضَعْنَا الطَّسْتَ تَحْتَهَا
وَهِيَ تُصَلِّي» البخاري حديث مسلم حديث
حيض المرأة أثناء الاعتكاف
إذا
اعتكفت المرأة تطوعاً، ثم أصابها الحيض أثناء الاعتكاف، وجب عليها الخروج
من المسجد، فإذا لم ترجع للاعتكاف فلا شيء عليها لأنه تطوع الحاوي
للماوردي جـ صـ ، شرح السنة للبغوي جـ صـ ، المغني جـ صـ
الخروج من الاعتكاف نسياناً
إذا خرج المعتكف من المسجد نسياناً أو خطأً أو حُمِلَ مُكرهاً خارج
المسجد، لم يبطل اعتكافه، سواء كان اعتكاف سنة أو واجبًا المجموع للنووي
جـ صـ
روى الطبراني عن ثوبان أن النبي قال «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» صحيح الجامع للألباني حديث
قَطْعُ اعتكاف التطوع
إذا بدأ المسلم اعتكاف التطوع ثم خرج منه،فلا قضاء عليه إلا أن يشاء
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ كل عمل لك أن تدخل فيه، فإذا خرجت منه فلا قضاء عليك إلا الحج والعمرة شرح السُّّّّّّّنة للبغوي جـ صـ
آداب الاعتكـاف
ـ يُستَحبُ للمعتكِف أن يشغل نفسه بالإكثار من صلاة التطوع وقيام الليل، وتلاوة القرآن الكريم والحرص على ختمه أكثر من مرة
ـ الإكثار مِنْ ذِكْرِ الله تعالى، والاستغفار والدعاء والصلاة على النبي وذلك من خلال الأذكار الشرعية الثابتة عن النبي
ـ ينبغي للمعتكف أن يتجنب ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال
ـ عدم الإكثار من الكلام؛ لأن من كثر كلامه كثر سقطه
ينبغي للمعتكف أن يتجنب الجدال والمراء المغني لابن قدامة جـ صـ ،
ـ ينبغي للمعتكف أن يمد يد المساعدة لجميع المعتكفين
ـ الالتزام بالهدوء، ومحاسن الأخلاق، وعدم إزعاج باقي المعتكفين برفع الصوت مما يقلق نومهم، والخشوع في الصلاة
ـ ينبغي للمعتكف أن لا يتخذ الاعتكاف مكانًا للاجتماعِ والسَّمَرِ مع بعض
أصدقائه أو من يقوم بزيارته وذلك بتبادل أطراف الحديث معهم، لفترة طويلة
من الوقت، لأن هذا كله مخالف للحكمة التي من أجلها شُرِعَ الاعتكاف
ما يُباحُ في الاعتكاف
ذكر العلماء أموراً يجوز للمعتكف أن يقوم بها أثناء الاعتكاف،نوجزها فيما يلي
ـ اتخاذ خِباء داخل المسجد، يخلو فيه للعبادة
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ «كَانَ النَّبِيُّ
يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَكُنْتُ أَضْرِبُ
لَهُ خِبَاءً فَيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ» البخاري حديث
ـ الخروج من المسجد عند الحاجة كالخروج لإحضار الطعام والشراب أو الخروج
لقضاء الحاجة أو الوضوء أو الاغتسال، بشرط ألا يتوفر ذلك داخل المسجد
ـ يجوز للمعتكف أن يستقبل زوجته ويجلس معها داخل خبائه وكذلك استقبال من يأتي لزيارته بشرط ألا يترتب على ذلك فِتنة
عن عَلِيّ بْن حُسَيْنٍ رضي الله عنهما «أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ
النَّبِيِّ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ تَزُورُهُ فِي
اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ
فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ أي تعود إلى
بيتها وَقَامَ النَّبِيُّ ليَقْلِبهَا أي ليوصلها إلى بيتها البخاري حديث
مسلم حديث
ـ يجوز للمعتكف الخِطبة، وعقد زواجه، أو شهود النكاح داخل المسجد
وذلك لأن الاعتكاف عبادة، لا تحرم الطيبات، فلم تُحرِّم النكاح، كالصــوم
ولأن الـنـكــاح طـــاعــة، وحـضـوره قــربـةٌ، ومدته لا تتطاول، فيتشاغـل
به عن الاعتكاف، فلم يُكره فيه، كتشميت العاطس، ورد السلام
ـ يباح للمعتكف أن ينظف نفسه، ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه، ويُرجل شعره، ويُقلِّم أظفاره
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ «كَانَ النَّبِيُّ يُصْغِي
إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا
حَائِضٌ» البخاري حديث
ـ يجوز للمعتكف عقد حلقة لتعليم تلاوة القرآن أو شهودها وكذلك القراءة في
كتب العلم وحضور مجالس العلماء ومناظرتهم، ونحو ذلك مما يتعدى نفعه للآخرين
ـ يجوز للمعتكف الصعود إلى سطح المسجد لأنه من جملته
مفسدات الاعتكاف
ذكر أهل العلم مفسدات للاعتكاف، يمكن أن نوجزها فيما يلي
ـ الخروج من المسجد بغير ضرورة عَنْ عَائِشَةَ أُمَ اَلْمُؤْمِنِيِنَ رضي
الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لاَ
يَعُودَ مَرِيضًا وَلاَ يَشْهَدَ جَنَازَةً وَلاَ يَمَسَّ امْرَأَةً وَلاَ
يُبَاشِرَهَا وَلاَ يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلاَّ لِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ
وَلاَ اعْتِكَافَ إِلاَّ بِصَوْمٍ وَلاَ اعْتِكَافَ إِلاَّ فِي مَسْجِدٍ
جَامِعٍ صحيح أبى داود للألباني حديث المغنى قدامة جـ صـ
ـ الجماع أجمع أهل العلم أن المعتكف إذا جامع امرأته عامداً، فسد اعتكافه
ولا قضاء عليه إلا أن يكون الاعتكاف واجباً عليه، وذلك لقوله تعالى وَلا
تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ البقرة
ـ الرِّدَّة عن الإسلام إذا ارتد المعتكف، فسد اعتكافه، لقوله تعالى
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ
أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
الزمر
ولأنه خرج بالردة من كونه من أهل الاعتكاف المغني لابن قدامة جـ صـ
ـ زوال العقل بشرب الخمر أو إغماء أو جنون، لأن وجود العقل شرط للاعتكاف
ـ الجنابة أو النفاس وذلك لزوال شرط الطهارة الكبرى المغني جـ صـ
ختاماً نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع
به المسلمين في كل مكان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين